لقد منَّ الله تعالى علينا فحطم نظام الاستكبار بيده المقتدرة التي تمثل قدرة المستضعفين، وجعل من شعبنا اماما ورائدا للشعوب المستضعفة وقيض لكم ارثه الحق باقامة الجمهورية الاسلامية.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

‌﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾

ابارك باخلاص للشعب الايراني العظيم ماحققه، رغم القهر والاستخفاف الذي مارسه النظام الشاهنشاهي بحقه بايحاء من مستكبريه.

لقد منَّ الله تعالى علينا فحطم نظام الاستكبار بيده المقتدرة التي تمثل قدرة المستضعفين، وجعل من شعبنا اماما ورائدا للشعوب المستضعفة وقيض لكم ارثه الحق باقامة الجمهورية الاسلامية.

انني اعلن في هذا اليوم المبارك، يوم امامة الامة ويوم الفتح والظفر للشعب، اعلن قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية. انني اعلن للدنيا بان لاسابقة لمثل هذا الاستفتاء في تاريخ ايران، بحيث هجم الناس في مختلف انحاء البلاد على مراكز الاقتراع بشوق ولهفة وعشق للادلاء بارائهم المؤيدة ولالقاء النظام الطاغوتي في مزبلة التاريخ والى الابد.

انني اعرب عن تقديري البالغ لهذا التلاحم الفريد الذي استجاب فيه الجميع للنداء السماوي﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا ﴾ 2 وصوتت الغالبية العظمى من ابناء الشعب- عدا حفنة من الكفار والمتمردين لصالح الجمهورية الاسلامية، واثبتت بذلك للشرق والغرب نضوجها السياسي والاجتماعي.

أبارك لكم اقامتكم حكومة العدل الالهي باقتراعكم لصالح الجمهورية الاسلامية، بعد دحركم للعدو الجبار وفرعون الزمان بفضل شهادة شبابكم الابطال وما تحمله الآباء والامهات من مشقات وعذاب لا يطاق.

مبارك لكم الحكومة التي ستنظر سواسية الى الجميع، مبارك لكم نور العدالة الالهية الذي سيسطع على الجميع بشكل متجانس، مبارك لكم غيث رحمة القرآن والسنة النبوية الذي سينزل على الجميع دون تفريق.

مبارك لكم هذه الحكومة التي لا تنظر الى اختلاف العنصر ولا تفرق بين الأسود والأبيض والتركي والفارسي واللري والكردي والبلوشي، فالجميع أخوة والكرامة فقط وفقط في ظل التقوى والتفاضل بالاخلاق السامية والاعمال الصالحة.

مبارك لكم هذا اليوم الذي ينال فيه كل ابناء الشعب حقوقهم المشروعة، ولا يفرق فيه بين المرأة والرجل أو بين الاقليات الدينية والآخرين في اجراء العدالة.

لقد دفن الطاغوت وسوف يدفن بعده الطغيان والاستبداد، وتم انقاذ البلاد من أسر الاعداء الداخليين والخارجيين والناهبين والسارقين، واصبحتم الآن يا ابناء هذا الشعب الشجاع حراس الجمهورية الاسلامية، اصبحتم مكلفين بحفظ هذا الارث الإلهي بحزم واقتدار والحيلولة دون نفوذ فلول النظام المتعفن الذين يتربصون بنا وانصار اللصوص الدوليين وسراق النفط الطفيليين.

انتم مطالبون الآن بتقرير مصيركم وعدم فسح المجال للانتهازيين بالانتقال الى المرحلة المقبلة معتمدين على القدرة الالهية التي تتجلى في الجماعة الموحدة، وباختيار مجموعة فاضلة وأمينة للانضمام الى المجلس التأسيسي لاقرار دستور الجمهورية الاسلامية. وكما ادليتم بآرائكم لصالح الجمهورية الاسلامية بعشق ومحبة، عليكم ان تصوتوا لصالح امناء الشعب حتى لا يتاح للطالحين فرصة دخول هذا المجلس.

ان صبيحة الثاني عشر من فروردين اليوم الأول لحكومة الله من اسمى اعيادنا الدينية والوطنية. وعلى ابناء الشعب ان يحتفلوا بهذا اليوم ويحيوا ذكراه، فهو اليوم الذي انهار فيه مجلس أعيان القصر الملكي الذي واصل 2500 عام من حكومة الطاغوت، ورحلت فيه السلطة الشيطانية الى الأبد وحلت محلها حكومة المستضعفين، حكومة الله.

أيها الشعب المجيد، الذي اخذت حقك بدماء شبابك، تمسك بهذا الحق العزيز واعرف قدره واحفظه، وأقم العدالة الالهية تحت لواء الاسلام وراية القرآن بجهدك وتضحياتك. أنني امضي الأيام المتبقية من عمري في خدمتكم التي هي خدمة للاسلام، وانني اتوقع من ابناء الشعب ان يحرسوا بكل طاقتهم الإسلام والجمهورية الاسلامية.

اطالب الحكومة بالتخلص من آثار النظام الطاغوتي وجذوره الممتدة في جميع شؤون البلاد، دون خوف من الغرب أو الشرق وبالاستناد الى فكر وارادة مستقلة، وان تعيد صياغة الثقافة ومراكز العدلية وسائر الوزارات والادارات بشكل اسلامي بعد ان كانت تدار بأسلوب غربي متأثرة بالثقافة الغربية، ولتعكس للدنيا العدالة الاجتماعية والاستقلال الثقافي والاقتصادي والسياسي.

اسأل الله تعالى العزة والاستقلال للبلاد وللأمة الاسلامية. والسلام عليكم ورحمة الله.

روح الله الموسوي الخميني‌

*صحيفة الإمام، ج‌6، ص: 359

المصدر: موقع الامام الخمینی

 

الكلمات المفتاحية الامام الخميني
الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.