بوابة الإمام الخميني

منذ صباح الاثنين غصّت شوارع طهران بملايين المواطنين الذين إفترشوا الطرقات باكرًا لوداع القائديْن الشهيديْن الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما.
وقد تجمعت الحشود المليونية أمام جامعة طهران توجّهت بعدها نحو ساحة "آزادي" بعد أن أمّ آية الله الإمام السيد علي الخامنئي صلاة الجنازة على جثامين الشهداء ومن هناك نقلت الى مدينة قم المقدسة.
المشهد الإستثنائي الذي نقلته وسائل الإعلام العالمية، علقت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي قالت: إن الأعداد المشاركة بمراسم التشييع في إيران هي الأولى من نوعها منذ 25 عامًا، فيما رأت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن "التشييع في طهران يشهد أكبر مشاركة جماهيرية" منذ وفاة الإمام الخميني عام 1989.
وأمّ قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الفريق قاسم سليماني وصحبه الابرار صباح أمس الاثنين، في جامعة طهران.
وبعد الصلاة إنطلقت مراسم التشييع من جامعة طهران باتجاه ساحة آزادي (الحرية) ومن ثم نقلت الجثامين الى مدينة قم.
شارك الملايين من أهالي طهران في مراسم تشييع الشهداء قائد قوات القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابومهدي المهندس ورفاقهما الذين إستشهدوا معهم في هجوم إرهابي قرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة الماضية.
ورددت الجماهير المليونية الغاضبة المشاركة في التشييع شعارات "الموت لأميركا" و"الموت لاسرائيل" و"الموت لبريطانيا" و"الموت لآل سعود" مطالبين بالإنتقام الشديد من الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وقد أشارت تقديرات اولية الى ان عدد المشاركين وصل الى خمسة ملايين.
كما شارك الى جانب حشود أبناء الشعب كبار المسؤولين الايرانيين يتقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى الاسلامي ورئيس السلطة القضائية فضلا عن القائد الجديد لفيلق القدس اللواء اسماعيل قاآني وقد رفع المشيعون صور الشهيد قاسم سليماني وأعلام الجمهورية الاسلامية وهم يرددون شعارات الموت لاميركا والموت لاسرائيل.
كما شارك فريق في السفراء من مراسم تشييع جثمان الفريق الحاج قاسم سليماني ورفاقه الشهداء. من بينهم السفير الفلسطيني "صلاح الزواوي" والسفير التركي "دريا أورس" والسفير الأفغاني "عبد الغفور ليوال" والسفير العراقي "سعد عبدالوهاب جواد قنديل" والسفير السوري "عدنان حسن محمود"، والقائم بأعمال السفارة العمانية وسفراء أوزبكستان وأذربيجان وغينيا بيساو وغيرهم من السفراء.
رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الذي وصل طهران وعدد من القيادات الفلسطينية للمشاركة في مراسم التشييع أكد خلال تشييع الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه: إن الشهيد سليماني قدم لفلسطين والمقاومة ما وصلت إليه من قوة واقتدار، مشددا على ان "مشروع المقاومة على أرض فلسطين في مواجهة المشروع الصهيوني لن ينكسر ولن يضعف وسيستمر حتى دحر المحتلين، والإغتيالات تزيدنا إصراراً على تحرير فلسطين والقدس".
وقال هنية: "أتينا من فلسطين لنقدم التعازي الى سماحة القائد السيد علي الخامنئي والجمهورية الإسلامية بشهادة الفريق سليماني"، مضيفاً: إن "روح الاجرام الأميركية هي التي أعطت الغطاء للجرائم الاسرائيلية في فلسطين وخارجها".
وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: إن "الشهيد القائد سليماني الذي ضحى من أجل فلسطين وشعبها هو شهيد القدس"، موضحاً: إن "المقاومة التي انتصرت في غزة ولبنان ستنتصر في مواجهة المشروع الصهيوني".
واعتبر هنية أن جريمة اغتيال الفريق سليماني تعبّر عن روح البلطجة والعنجهية والإجرام للولايات المتحدة.
هذا ووصل هنية على رأس وفد رفيع المستوى من قيادات الحركة فجر أمس، إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية، ويضم الوفد صالح العاروري نائب رئيس الحركة وعضوي المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وعدد آخر من قيادات الحركة.
وهاتف هنية الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مباركاً باستشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، مشيدا بدور الشهيد في دعم المقاومة والوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحطات.
كما قال قائد فيلق القدس، اللواء اسماعيل قاآني، خلال مراسم التشييع: إن الله وعد بالثأر لدم الشهيد قاسم سليماني، وبالتأكيد ستكون هناك بعض الإجراءات، وأن الانتقام لهذه الدماء الطاهرة سيستمر إلى حين ظهور إمام الزمان (ع).
وأضاف اللواء قاآني نتعهد بمواصلة طريق ونهج الشهيد سليماني بنفس الحزم وبالاعتماد على الباري تعالى، وفي مقابل إستشهاده، سنتخذ العديد من الخطوات لطرد أمريكا من المنطقة في ظل توجيهات الإمام الخامنئي.
بدوره إعتبر قائد القوات الجوية الفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية، العميد أمير علي حاجي زادة، أن قتل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يكون كافياً للثأر للشهيد قاسم سليماني.
وقال العميد حاجي زادة: إن الثأر للشهيد سليماني لن ينتهي بإطلاق بضعة صواريخ أو إسقاط طائرات مسيرة، وحتى بمقتل ترامب، لأن هذه الأمور لا تساوي دم الشهيد.
كما أكد أن الثأر لدماء الشهيد سليماني، هو إزالة وجود أمريكا في المنطقة بالكامل، مشدداً على ضرورة كف شر أمريكا عن الشعوب المظلومة في المنطقة.
من جانبها قالت إبنة القائد العسكري الشهيد قاسم سليماني: لقد سلب أبي النوم من عيون جميع الظالمين والطغاة والتكفيريين، واسم الحاج قاسم، قد هز عروش الصهيونية ونظام الهيمنة.
وأضافت زينب سليماني في مراسم تشييع والدها القائد سليماني: إن قادة المقاومة سيستمرون في مسيرة الشهيد سليماني والشهيد المهندس لتصدي أي مخطط امريكي وقادرون على إسقاط مؤامرة الأعداء وأن فكر الشهيد سليماني وحد صفوف المقاومة ووحد أيضاً المحور برمته.
وأعلنت إبنة الشهيد سليماني متوجهة الى ترامب الذي وصفته بلاعب القمار كما كان يسميه والدها: إن محاولاتك الشريرة ببث الفرقة والخلاف بين الشعبين الإيراني والعراقي قد باءت بالفشل، وأن إراقة دماء المجاهدين العظيمين تسبب في المزيد من ترسيخ الأواصر والعلاقات التاريخية بين البلدين والمزيد من الكراهية الأبدية لأمريكا.
وقالت زينب: "إن التشييع المليوني للشهداء في العراق وإيران رسالة واضحة لأميركا، مؤكدةً أن قادة المقاومة في المنطقة قادرون على إسقاط مؤامرة الأعداء.
ونقل المراسلون عن مشيّعين أنّ قائد فيلق القدس الشهيد سليماني "من الشخصيات الإستثنائية التي يحبها كلّ الإيرانيين بمختلف تياراتهم".
يظن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه باغتيال الفريق سليماني أحرق وأزال الجسم الطاهر لرمز النضال ضد الغطرسة والمساعد القوي للمضطهدين والمستضعفين، لكن ما إحترق في نار أحقاد ترامب هو الجانب المادي والفاني للحاج قاسم، الذي سيصيب ترامب في المقتل قريباً.
ويشار الى ان جثامين الشهداء شيعت يوم السبت في مرقدي الامامين الكاظمين (عليهما السلام) وبغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف كما شيعت الجثامين الطاهرة في مدن أهواز ومشهد المقدسة الاحد ونقلت الى مدينة قم المقدسة ومنها الى مدينة كرمان لمواراة جثمان الشهيد قاسم سليماني الثرى في مسقط رأسه.






الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.