بوابة الإمام الخميني

جرى في طهران والمحافظات الايرانية الثلاثين الاستعراض العسكري السنوي بمناسبة بدء اسبوع الدفاع المقدس ( ذكرى الحرب المفروضة على ايران في الثاني والعشرين من ايلول عام 1980 ) بمشاركة قوات الجيش وحرس الثورة الاسلامية والشرطة وقوات الحدود وقوات التعبئة الشعبية.
وفي  طهران  بدأ العرض العسكري قرب المرقد الطاهر للامام الخميني (رض) بعد كلمة ألقاها الرئيس روحاني بحضور رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري وقائد الجيش اللواء عبد الرحيم موسوي وقائد قوات الأمن الداخلي العميد حسين اشتري وعدد من كبار ضباط الجيش وحرس الثورة والأمن الداخلي .
وتم خلال الاستعراض عرض مجموعة من المنجزات العسكرية ، كما حلقّت مقاتلات القوة الجوية والمروحيات في سماء الاستعراض.
وفي كلمته خلال الاستعراض العسكري أكد الرئيس روحاني بان ايران ستذهب الى اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة هذا العام بمشروع تحالف الامل والسلام في مضيق هرمز.
وأضاف الرئيس روحاني، سنتوجّه الى الامم المتحدة خلال الايام القادمة بمشروع للتعاون بين ايران ودول المنطقة لإرساء الامن في الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز والتأكيد على ان تواجد القوات الاجنبية يخلق المشاكل والمخاطر للمنطقة والممرات المائية وامن الملاحة البحرية وامن النفط والطاقة.
وقال: اننا وفي هذه المرحلة التاريخية الحساسة والمهمة نعلن اولا بأننا نمد يد الصداقة والأخوة نحو جميع جيراننا وحتى اننا مستعدون للصفح عن اخطائهم السابقة في هذه المنطقة لأننا اليوم في ظروف يسعى فيها اعداء الاسلام والمنطقة اي اميركا الاستكبارية والصهيونية استغلال الشرخ والتباعد والخلاف بيننا.
واشار الى ان منطق ايران في الخليج الفارسي هو ان الامن يجب ان يكون نابعا منها واضاف، ان امن الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان ذاتي المنشأ، إلاّ ان القوات الجنبية تقوم بزعزعة الامن وخلق المشاكل لشعبنا ومنطقتنا.
وقال: اننا سنقدم للعالم هذا العام في منظمة الامم المتحدة بشعار "تحالف الامل" مبادرة "هرمز" للسلام وخلاصتها هي المحبة والامل.
وأكد بان طريقنا هو ارساء الوحدة والتنسيق مع دول المنطقة واضاف، ان الذين يريدون ربط احداث المنطقة بايران هو ككل اكاذيبهم المفضوحة، ولو كانوا صادقين في اقوالهم ويسعون من اجل امن المنطقة فليكفّوا عن إرسال كل هذه الاسلحة والطائرات والقنابل والاسلحة الخطيرة الفتّاكة.
وتابع الرئيس الايراني، ان كانوا صادقين في اقوالهم فليمتنعوا عن تحويل المنطقة الى ساحة لسباق التسلح وان كانوا حريصين في الواقع على امن المنطقة فليبتعدوا عنها.
واشار الرئيس روحاني الى مؤامرات الاعداء التي استهدفت البلاد منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية ومن ثم الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي البائد (خلال الفترة 1980-1988) بدعم من الاستكبار العالمي والرجعية في المنطقة، مؤكدا بان حكمة وفطنة الامام الراحل وصمود وثبات وبسالة وتضحيات الشعب الايراني احبطت المؤامرات واضاف، ان صمود ومقاومة الاعوام الثمانية خلال الحرب المفروضة جعلت اعداء ايران الالداء يترددون في الاعتداء على ارضنا وعدم فرض حرب اخرى على شعبنا.
وقال الرئيس الايراني: إن العدو اختار طريقا آخر خلال الاعوام الاخيرة وشرع بدلا عن الحرب العسكرية بـ "الحرب الاقتصادية" حسب قولهم وبتعبير اصح "الارهاب الاقتصادي" ضد الشعوب.
وتابع قائلا: ان شعبنا تحمّل على مدى الاعوام الاربعين الماضية خاصة الاعوام العشرة الاخيرة ضغوط الحظر في مختلف المراحل وسيعبر بصموده ويقظته ووحدته وجهاده في الساحة الاقتصادية من هذا المضيق الصعب.
واكد بان جميع الذين يخلقون فرص العمل والمستثمرين والعمال والشركات المعرفية والمبدعين هم قادة وجنود الخط الامامي للحرب في مواجهة العدو المستكبر والصهيونية العالمية واضاف: بامكاننا بالارادة والصمود والوحدة العبور من هذا الطريق الصعب وان نرغم العدو على ان يطاطئ الراس امام الشعب الايراني الثوري وايران العزيزة.
واكد الرئيس روحاني باننا رجال الدفاع والصمود وليس الذل والخنوع واضاف، اننا لا نعتدي على حدود الآخرين كما لا نسمح بان يعتدي احد على حدودنا واضاف، ان شعبنا الذي صمد في اعوام الدفاع المقدس امام جنود العفالقة وحزب البعث والقوى العالمية قادر اليوم ايضا على الصمود امام قوى الاستكبار.
واكد الرئيس روحاني بانه أينما تواجدت اميركا تزعزع الامن سواء في افغانستان او الخليج الفارسي واينما تواجدت ايران استقر الامن سواء في العراق او سوريا او لبنان اذ اننا ندعو دوما الى الاخوّة والسلام مع دول المنطقة فيما تسعى القوى الكبرى لنهبها.
وشدّد على ان تواجد القوات الاجنبية في المنطقة يشكل خطرا على امن الطاقة والسلام فيها، واضاف: ان ربط احداث المنطقة بايران هو تكرار للاكاذيب السابقة التي لم تثبت صحتها، وان كانوا حريصين فعلا على امن المنطقة فليبتعدوا عنها.
وخاطب الرئيس روحاني اعداء شعوب المنطقة ومنهم الاميركيون قائلا، ان تواجدكم كان على الدوام نقمة وبلاء للمنطقة، وكلما ابتعدتم عن المنطقة وشعوبنا سيتحقق المزيد من الامن لمنطقتنا بذات القدر.
واضاف، لاشك ان شعبنا اليوم سينتصر بصموده في ظل تنفيذ اوامر القيادة ووحدة جميع اركان البلاد والسلطات الثلاث والقوات المسلحة في مواجهة المؤامرة الجديدة وسوف لن نسمح للعدو ان يفرض الذل على شعبنا اذ ان شعارنا هو الحرية والمناداة بها اتّباعا لنهج سيد الشهداء الحسين بن علي (ع).
من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي "علي لاريجاني" في كلمة القاها في مراسم العرض العسكري في بندر عباس (جنوب): إن قواتنا المسلحة اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى في ضمان أمن ايران والمنطقة ، وهي تمثل رصيدا عظيما للشعب ومصدرا قيما للأمن الإقليمي ، والتي تمكنت من خلال قوتها من القضاء على ظاهرة داعش المشؤومة في العراق وسوريا، وقصم ظهر الارهاب.
وتابع قائلا: ان ايران الاسلامية وبكل اقتدارها، لم تهاجم أي بلد خلال الاربعين عاما الماضية، في حين كان لها الحق في معاقبة الدول التي كانت تساعد صدام في حربه وتمنحه أموالا هائلة.
وحذّر لاريجاني احدى الدول الخليجية، قائلا: لا تزال إحدى الدول في المنطقة التي زودت العراق بـ 40 مليار دولار من التمويل والمعدات، تنتهج سلوكا معاديا لايران، لكن ليعلموا ان تحركاتهم ليست بعيدة عن أنظارنا وأن قواتنا المسلحة قضت دوما على عملائهم الارهابيين.
وتابع رئيس البرلمان الايراني قائلا: يجب أن يعلم هذا البلد أن بامكانه أن يخلق ويغذي الإرهاب ويعرض حياة المسلمين للخطر في مختلف البلدان بما في ذلك سوريا والعراق، لكن في نهاية المطاف فان هذا الارهاب سيرتد عليهم ويدمرهم.
وأكد لاريجاني على السياسة السلمية التي تنتهجها الجمهورية الاسلامية الايرانية في التعامل مع دول المنطقة، مضيفا: إن الشعب الإيراني وقواته المسلحة يعتبر جميع الدول الإسلامية في المنطقة اشقاءه، وقوتهم قوة للأمة الإسلامية، وطبعا فانه يعتبر الكيان الاسرائيلي دوما غدة سرطانية، وان هذا الكيان المحتل هو مصدر زعزعة الامن في المنطقة، والشعب الايراني يعتبر الدفاع عن الشعب الفلسطيني واجبا له، لان الارهاب والكيان الصهيوني يعدان سما قاتلا للامة الاسلامية.

واشار الى النظرة الخادعة لاميركا والكيان الصهيوني تجاه الدول العربية في المنطقة، مضيفا: نظرة اميركا و(اسرائيل) للدول الإسلامية هي نظرة مصالح، وهما يسعيان لنهب الأمة الإسلامية بالخداع والمؤامرات، بما في ذلك اشعال الحروب بين الأشقاء.
ودعا رئيس مجلس الشورى الاسلامي ، حكام الدول الاسلامية الى أخذ العبر من مصير صدام وحسني مبارك وبن علي، مضيفا: ان النظريات التي تطرح، بما في ذلك تشكيل جبهة شيعية، هي نظرية خاطئة، حيث ان ايران الإسلامية قدمت الكثير من المساعدات إلى اهل السنة في المنطقة، بما في ذلك حماس والشعبان العراقي والسوري.
وأكد لاريجاني على إرادة ايران لإرساء وتعزيز الامن المستديم في المنطقة، مضيفا: اليوم ، فان الكيان الصهيوني واميركا هما سبب المشاكل في المنطقة، ويريدان من خلال الخداع إخفاء دورهم في أحداث المنطقة ومتابعة نهبهم ومآربهم الاستعمارية، لذا يتعين على البلدان الاسلامية توخي الحذر ومنع تنفيذ صفقة القرن وتضييع مزيد من حقوق الفلسطينيين.
وتطرق لاريجاني الى أمن مضيق هرمز قائلا: يتم تأمين أمن مضيق هرمز الى جانب الممرات المائية الأخرى ومهمة توفير الأمن من قبل القوات المسلحة الايرانية، وان قواتنا المقتدرة لن تسمح قواتنا لاميركا والانظمة العميلة بالمنطقة القيام بالمغامرة في هذه المنطقة الحساسة، وبالتأكيد فان نتائج هذه المغامرة، ستجعل هذه الدول بما فيها اميركا تشعر بالندم.
هذا وعرضت خلال الاستعراض العسكري منجزات عسكرية جديدة شملت منظومات وطائرات مسيرة وصواريخ بالستية، من ضمنها منظومة " باور 373 " للدفاع الجوي لاول مرة في العرض العسكري للقوات المسلحة الايرانية في طهران بمناسبة اسبوع الدفاع المقدس.
ومنظومة باور 373 الصاروخية  هي منظومة دفاع جوي متنقلة بعيدة المدى إيرانية الصنع تضاهي منظومة الدفاع الجوي الروسية أس - 300 وتَطلق هذه المنظومة الجوية صواريخ صياد الإيرانية الصنع. ومدى صواريخ (منظومة باور) 300 كيلومتر وتستطيع رصد الطائرات المعادية من مسافات بعيدة. حيث لها القدرة على تدمير الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والطائرات الحربية اي انها تدمر عدة اهداف في آنٍ واحد.
كما عرضت منظومة مدفعية للدفاع الجوي "حائل" للارتفاع المنخفض لأول مرة في الاستعراض العسكري.
وتحتوي هذه المنظومة على رادار سلبي passive radar ويرصد الهدف دون اطلاق الموجات ، مما يتيح التصدي له قبل رؤيته.
وتتميز منظومة "حائل" بأنها متنقلة وسريعة الحركة ومصممة للتصدي للاهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض مثل صواريخ كروز والطائرات المسيّرة المهاجمة والاجسام الطائرة الصغيرة.
وتم تصميم وتصنيع منظومة "حائل" من قبل الخبراء الشباب في قوة الدفاع الجوي بالجيش الايراني، لتلبية احتياجات ايران في مجال الارتفاع المخفض.
كذلك عرضت القوات المسلحة في طهران صاروخ "خرمشهر" الباليستي بعيد المدى برأس حربي جديد. وبإمكان صاروخ "خرمشهر" الباليستي البالغ مداه 2 الف كم حمل رأس حربي واحد او عدة رؤوس حربية بزنة 1800 كغم.
وتم أيضاً عرض طائرة كمان – 12 المسيرة في مراسم العرض العسكري، وبامكان هذه الطائرة المسيرة التي تحلق على مسافة الف كيلومتر تنفيذ عمليات قتالية بصواريخ دقيقة التهديف وقادرة أيضا على إدارة دفّة الحرب الالكترونية والرصد.
ويصل مدى صاروخ اخكر الذي تحملة طائرة كمان المسيرة الى مسافة 30 كيلومترا ويجري تسيير هذه الطائرة من موقع ارضي وبامكانها تنفيذ عملياتها بشكل آلي.
وعرضت القوات المسلحة الايرانية عربة مضادة للالغام والكمائن. والعربة التكتيكية "امرب" طوفان المصنّعة من قبل الصناعات الدفاعية الايرانية استعرضت من امام منصة الشرف في اطار رتل عربات للقوة البرية لحرس الثورة الاسلامية.
وعرض كذلك 18 صاروخا باليستيا للحرس الثوري. والصواريخ التي عرضت هي من طرازات "قدر" و"عماد" و"سجيل" و"خرمشهر" و"قيام".




الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.