بوابة الإمام الخميني

مع اقتراب انتصار الشعب الايراني، أمر الامام الخميني بتاسيس مجلس الثورة في 22 دي 1357 ه-. ش./ 31 صفر 1399 ه- ق‏، لتنظيم الامور و تخطيطها، وهو اول موسسة سياسية و أهمها و اعلي منظمة لاتخاذ القرارات السياسية ، الهدف هو أن يقوم مجلس الثورة بإيجاد حكومة مؤقتة وتشكيل المجلس التأسيسي من أجل المصادقة على الدستور وبقية الأعمال‏ و فيما يلي نص نداء الامام الخميني لتشكيل هذا المجلس:


                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم‏
سلامي وتحياتي الى الشعب الإيراني البطل والشريف، والسلام على شهداء طريق الحق.
الآن يقترب يوم انتصار الشعب الشجاع، ونقطف ثمار الدماء الطاهرة لأعزائنا الابرياء الذي أُريقت دماؤهم دفاعاً عن الحق والحقيقة على يد الجلّادين الدمويين يجب أن أطلع الشعب الإيراني وشعوب العالم على ما يأتي:
1- استناداً الى الحق الشرعي، وثقة الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني التي منحت لي عُيِّن مجلس باسم مجلس الثورة الإسلامية، وهو مؤلف مؤقتاً من ذوي الصلاحية المسلمين المتلزمين الموثوق بهم، وسوف يبدأ أعماله تحقيقاً لأهداف الشعب الإسلامية، وسوف يتم تعريف أعضاء هذا المجلس في اول فرصة مناسبة، وقد كلف هذا المجلس أداء امور معيّنة ومحدّدة، ومنها تأسيس حكومة انتقالية، وتهيئة مقدماتها الأولية. وسوف تعرّف الحكومة الموقتة في أول فرصة مناسبة، وتبدأ أعمالها، وعلى الحكومة الجديدة القيام بالإجراءات التالية:
أ- تشكيل المجلس التأسيسي من منتخبي الشعب للمصادقة على الدستور الجديد للجمهورية الإسلامية.
ب- إجراء الانتخابات على أساس قرارات المجلس التأسيسي والدستور الجديد.
ج- انتقال السلطة الى المنتخبين الجدد.
2- إن الدولة الحالية المعيّنة من قبل الشاه المخلوع والمجلسين غير قانونية ولا يمكن أن تحظى بقبول الشعب. والتعاون مع هذه الحكومة الغاصبة بأي شكل حرام شرعاً وجريمة قانوناً. وكما فعل الموظفون المحترمون والمجاهدون في بعض الوزارات والدوائر الحكومية، فإن من الواجب عدم الامتثال لأوامر الوزراء الغاصبين، وأن لا يفسحوا لهم المجال في الوزارات ما استطاعوا. ومطلب الشعب الإيراني المظلوم لا يقتصر على رحيل الشاه والاطاحة بالنظام الملكي، بل إن جهاد الشعب الإيراني سيستمر حتى إقامة الجمهورية الإسلامية المتضمّنة لحرية الشعب واستقلال البلد وتأمين العدالة الاجتماعية.
فالأمن لا يعود الى بلدنا العزيز إلا برحيل الشاه ونقل السلطة الى الشعب لا يمكن إلا بإصلاح مظاهر الفساد الثقافية والاقتصادية والزراعية التي خلّفها نظام الشاه الفاسد، والبدء باعادة بناء البلاد لمصلحة الطبقات الكادحة والمستضعفة لا يكون إلّا بإقامة حكومة العدالة الإسلامية التي تحظى بتأييد الشعب ومشاركته الفعالة.
3- من المحتمل أن يبادر الشاه الخائن المزمع على الذهاب ارتكاب جريمة أكبر وهي القيام بانقلاب عسكري، وقد ذكرت مراراً ان هذه آخر ضربة له، والشعب الشجاع يعلم أنّ الجيش شريف- ما عدا العملاء والجلادين الذين يشغلون المناصب المهمّة وهم معرَّفون لي- ولن يسمح لهؤلاء العملاء بان يرتكبوا مثل هذه الجريمة المنافية لوطنيتهم ودينهم.
وبناء على واجبي الديني والوطنيّ أحذّر الجيش الإيراني، وأُطالب المسؤولين والضباط بأن يتصدّوا بحزم لمثل هذه المؤامرة، وأن لا يرتضوا لأنفسهم ان تريق حفنة من المجرمين دماء الشعب الإيراني الشريف. وهذا من واجبكم الإلهي أيها العسكريون المحترمون، ولو استجبتم لأوامر الخائنين بالفطرة كنتم مسؤولين عند الله- تبارك وتعالى- وأدانتكم المجتمعات البشرية، ولعنتكم الأجيال القادمة.
إن على ابناء الشعب الإيراني الشجاع أن يجهّزوا انفسهم بأية وسيلة ممكنة لمجابهة مثل هذه المؤامرة، وأن لا يخشوا الذين لا تهمّهم سوى مصالحهم متكلين في ذلك على الله- تعالى- فقد اثبت الجهاد البطولي للشعب الإيراني أنهم لا يخشون شيئاً ويعلمون أيضاً أنّ هؤلاء المؤامرين مثلُ أولئك الخائنين الذين فضّلوا الهزيمة، واختاروا العيش بأموال الشعب في الخارج، إذ فقدوا الاستقامة.
والشعب مكلَّف أن يحترم المراتب والضباط والمسؤولين الشرفاء، وعليه أن ينتبه الى أنّ حفنة من العسكريين الخونة لا يمكنهم أن يلوثوا غالبية الجيش، فعاقبه هذه الحفنة من العسكريين الخونة معلومة، وهي منفصلة عن الجيش الإيراني. فالجيش من الشعب، والشعب من الجيش، ولن يحدث فيه أي خلل برحيل الشاه الخائن.
4- على شعبنا الشريف أن لا ينفض يده من الكفاح حتى النتيجة النهائية، وهم لن ينفضوها. عليهم أن يواصلوا الاضرابات والتظاهرات، واذاما هاجمهم حاملوا الهراوات او المفسدون فان بإمكانهم أن يدافعوا عن أنفسهم حتى وأن انتهى الامر بقتلهم، أدعو الله- تعالى- بالنصر للإسلام والمسلمين، والقضاء على معارضي شعبنا الشريف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني‏
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج‏5، ص: 288

الكلمات المفتاحية nbsp
الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.