بوابة الإمام الخميني

التقى أعضاء مجلس خبراء القيادة بالإمام الخامنئي حيث  أكّد قائد الثورة الإسلامية أن إيران لم تغلق باب التفاوض أمام أي بلد عدا أمريكا والكيان الصهيوني مؤكداً على ضرورة قطع الأمل من وعود الأوروبيين الفارغة والاعتماد على الطاقات المحليّة لعدم وجود اختلاف بين تفكير الأوروبيّين والتفكير الأمريكي.
واستهلّ الإمام الخامنئي اللقاء بتكريم ذكرى أسبوع الدفاع المقدس ثمّ أشار إلى دروس هذه المرحلة المتألّقة وضرورة نشر وتعميق هذه الدروس معتبراً أنّ "العزم والإرادة الوطنيّة" درس من دروس الدفاع المقدس وشدّد سماحته قائلاً: لقد بذل العدوّ جهوداً كبيرة من أجل إحباط عزيمة وإرادة الناس وبثّ اليأس لديهم تجاه العمل وينبغي في المقابل تقوية العزم والإرادة الوطنية ولا يمكن تحقيق هذا الأمر من خلال توجيه الأوامر بل يحتاج ذلك إلى استدلالات صحيحة ومشاركة أصحاب الفكر وحضورهم بين الناس في التوقيت المناسب.
ثمّ شدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ أساس كلّ شؤون البلد وشرط تحقيق النجاح في مختلف المجالات هو "الصمود والمقاومة"، وأردف سماحته قائلاً: بعض الأمور تحتاج صموداً طويل الأمد ولذلك لا ينبغي أن يهاب أحد وُسع جبهة الأعداء وغطرستهم بل يجب أن يجري الأمر كما كان الحال خلال فترة الحرب المفروضة بأن نثبت بالمقاومة والصمود "أنّنا قادرون".
وأشار الإمام الخامنئي إلى تصريحات الرّئيس الأمريكي الأخيرة التي قال فيها أنّ وضع الناس سيتحسّن إذا نفّذت إيران مطالب أمريكا وعلّق سماحته بالقول: يعمل المسؤولون ووسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بشكل مستمر على تكرار مثل هذه المطالب ويسعون للإيهام "بأنكم عاجزون"  لكن الشعب الإيراني لا يعير اهتماماً لهذه الدعايات والإيهامات.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية قائلاً: إحدى النقاط الأخرى التي يتمّ العمل على حرف أذهان وإدراك الناس والمسؤولين عنها هي قضيّة الالتزام بشعارات الثورة الإسلامية وقد قال بعض المسؤولين الأوروبيّين مؤخّراً بأنّه ينبغي لإيران أن تتخلّى عن الشعارات الثوريّة.
واعتبر الإمام الخامنئي أن سبب الحديث حول مطالب كهذه هو أوهام وارتعاب أمريكا والأوروبيين من شعارات الثورة الإسلامية والمسار الثالث الذي خلقته الثورة الإسلامية وشدّد سماحته قائلاً: علاج قضايا ومشاكل البلاد يكمن في الإصرار على الشعارات والمسار الثوري.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى حرب الأحزاب والآيات المرتبطة بهذه الحرب معتبراً أن اصطفاف الأعداء والشياطين كأمريكا وأوروبا الخبيثة دليل على حقانيّة وقوّة نظام الجمهورية الإسلامية وتابع سماحته قائلاً: البلاد إضافة إلى سيرها إلى الأمام شهدت في بعض الأحيان قفزات نوعيّة أيضاً والعدوقلق ومنزعج من هذا الأمر والسبب الأساسي للعقوبات هو إيقاف هذه القفزات لكنّنا سنشهد بفضل الله في المستقبل القريب قفزات نوعيّة في مختلف المجالات.
وأكّد الإمام الخامنئي على أنّ مسار التفاوض والحوار ليس مغلقاً مع أي بلد عدا أمريكا والكيان الصهيوني وأردف سماحته قائلاً: لكن لا ينبغي على الإطلاق الاعتماد على غير الطاقات المحليّة؛ خاصّة أنّهم رفعوا راية العداء بوجه النظام وعلى رأسهم بعد أمريكا بعض هذه البلدان الأوروبيّة ولا يوجد اختلاف جوهري بينهم وبين أمريكا في الدافع العدائي.
ثمّ تابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: الأوروبيّون يدخلون كوسطاء ويفاوضون، ويتصلون، ويتحدّثون على الهاتف مطوّلاً ويطلقون الوعود لكنّها كلّها فارغة.
ثمّ تطرّق الإمام الخامنئي للحديث حول أداء الأوروبيين بعد الاتفاق النووي وعدم التزامهم بالوعود بعد خروج أمريكا منه والتقيّد بالعقوبات الثانوية الظالمة وتابع سماحته قائلاً: قامت أمريكا بتفعيل العقوبات الثانوية، واستمرّ الأوروبيّون بالالتزام بتلك العقوبات الثانوية ولم يخطوا أي خطوة. ولا أعتقد أنّ هؤلاء سيفعلون شيئاً من أجل الجمهورية الإسلاميّة، علينا أن نقطع الأمل من هؤلاء بشكل كامل.
ولفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: لا ضير في التواصل وعقد الاتفاقيات لكن لا ينبغي أبداً الاتكال على هؤلاء وعقد الآمال عليهم.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى عدم تنفيذ الأوروبيين التزاماتهم الإحدى عشرة وتابع سماحته قائلاً: نفس أولئك الذين فاوضوا يقولون اليوم بأنّ الأوروبيّين لم ينفّذوا أيّاً من التزاماتهم وهذا الأمر يشكّل أكبر دليل على وجوب عدم الوثوق بهم في أيّ قضيّة.
وقيّم قائد الثورة الإسلامية الأوضاع بأنها في صالح الجمهورية الإسلامية رغم كل هذا العداء وأردف سماحته قائلاً: النظام الإسلامي اليوم ليس أقوى من الأعوام الأربعين الماضية فحسب بل باتت أقوى أيضاً من الأعوام العشر الماضية وقد اتّسعت رقعة قوّته الثورية والسياسية في المنطقة وباتت الثورة الإسلامية أكثر تجذّراً.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى تقدم النظام الإسلامي في مختلف المجالات قائلاً: طبعاً تقع على عاتق الجميع مسؤوليات ثقيلة لوجود مشاكل متعددة في المجالات الثقافية والاقتصادية ولأن العدو نشط بقوة في مجال الاختراق الثقافي، لكن لو أن المسؤولين جعلوا ملاك أعمالهم عدم الوثوق بالعدو فسوف يكون التصدي للمؤامرات وإحباطها ممكناً بكلّ تأكيد.
ثمّ بادر قائد الثورة الإسلامية إلى تقييم الأوضاع الاجتماعيّة، والسياسيّة والاقتصاديّة لأمريكا وأوروبا وأوضح سماحته قائلاً: أمريكا التي هي عدوّنا الأساسي باتت اليوم أكثر الدّول منبوذيّة حول العالم والأوروبيّون أيضاً يعترفون اليوم بضعفهم وأفول قوّتهم.
ثمّ أشار سماحته إلى تصريحات أحد القادة الأوروبيّين في المجمع العام للأمم المتحدة قائلاً: أذعن هذا المسؤول الأوروبي بصراحة وبالأدلّة بأفول الحضارة الغربيّة، طبعاً هم لا ينسون روحهم الاستكباريّة في ظلّ ظروف الضّعف هذه أيضاً.
وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى إحصائيات المراكز الدوليّة حول ديون البلدان الأوروبيّة المعروفة وتابع سماحته قائلاً: المشاكل الاقتصاديّة لهذه البلدان حقيقيّة والمآزق السياسيّة لبريطانيا وفرنسا ماثلة أيضاً أمام أعين الجميع، لذلك ينبغي الاستفادة من هذه الفرصة.
وفي معرض آخر من حديثه اعتبر الإمام الخامنئي أن نظرة النّظام الإسلامي للحقوق العامّة لآحاد الناس لا تعير اهتماماً لمذاهبهم وطوائفهم وأردف سماحته قائلاً: بغضّ النّظر عن أيّ شخص مسلم أو غير مسلم، أو أنّه وفيّ للنظام الإسلامي أو ليس وفيّاً، ينبغي أن تُصان الحقوق العامّة لهم ولا ينبغي أن ينعدم الأمن في أي بلد على سبيل المثال ويجب أن تكون الحريّة والنظرة العادلة لجميع الناس متساوية.



الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.